قوات الدعم السريع.. تصاعد النفوذ من التأسيس إلى التمرد

حميدتي وسط مقاتليه من الدعم السريع في السودان
حميدتي وسط مقاتليه من الدعم السريع في السودان (الفرنسية)

في الخامس عشر من أبريل/نيسان 2023، تحول الخلاف بين قوات الدعم السريع والجيش في السودان إلى مواجهة مسلحة بين الطرفين، ترتب عليها سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ونزوح نحو 20 % من سكان السودان إلى داخل وخارج البلاد، حيث بلغ عدد النازحين نحو 10.6 ملايين، حتى 3 يوليو/تموز 2024، بينهم نحو 8 ملايين نازح داخلي.

ويتزعم الفريق أول محمد حمدان دقلو(حميدتي)، قوات الدعم السريع كما كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم، قبل القيام بالتمرد العسكري في أبريل 2023.

ماذا عن قوات الدعم السريع؟

في موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، تُعرف قوات الدعم السريع نفسها، بأنها “قوات عسكرية قومية التكوين تعمل تحت إمرة القائد العام وتهدف لإعلاء قيم الولاء لله والوطن، وتتقيد بالمبادئ العامة للقوات المسلحة السودانية، وتم إنشاؤها بموجب قانون قوات الدعم السريع الذي أجازه المجلس الوطني في جلسته رقم (43) من دورة الانعقاد الرابعة 18 يناير 2017”.

لماذا تأسس الدعم السريع؟

1- دعم ومعاونة الجيش والقوات النظامية الأخرى في أداء مهامها والدفاع عن البلاد في مواجهة المهددات الداخلية والخارجية وأي مهام أخرى يكلفها بها القائد العام للقوات المسلحة.

2- التصدي لحالات الطوارئ المحددة قانوناً.

ما هي مهام الدعم السريع في السودان؟

أجاز المجلس الوطني في جلسته رقم (43) من دور الانعقاد الرابع بتاريخ 16 يناير/كانون الثاني 2017، قانون قوات الدعم السريع اشتمل القانون علي 7 فصول مكونة من 25 مادة تناولت الأحكام والإنشاء والأهداف والمبادئ العامة واللوائح والإجراءات والأوامر المستدامة.

ونشر الموقع الرسمي أنه بالإضافة إلى مهام قوات الدعم السريع، فهي أيضاً تباشر مهامّ إستراتيجية تتمثل في: “مكافحة الإتجار بالبشر بكافة أشكاله غير المشروعة، ومكافحة الإرهاب والتطرف والعنصرية، ومكافحة الإتجار غير المشروع في السلاح، ومحاربة الهجرة غير الشرعية وتشديد الرقابة على الشريط الحدودي”.

كم يبلغ عدد قوات الدعم السريع؟

انبثقت قوات الدعم السريع مما يُسمى “ميليشيا الجنجويد” المسلحة التي شاركت في الصراع بدارفور، ثم استخدمها الرئيس السابق عمر البشير في مساعدة الجيش في إخماد تمرد بعض القبائل، وترتب عليه آنذاك تشريد نحو 2.5 مليون شخص على الأقل وقُتل 300 ألف في الصراع.

نمت القوات بمرور الوقت واستُخدمت كحرس حدود لمواجهة الهجرة غير النظامية، ونمت أعمال دقلو التجارية ومجموعته وتوسعت ممتلكاتها في تعدين الذهب والماشية والبنية التحتية، وتجاوز عدد القوات 120 ألفاً، مسلحين بتجهيزات عسكرية متطورة.

وفي عام 2017، تم إقرار قانون يمنح قوات الدعم السريع صفة قوة أمن مستقلة، رغم أن بعض قيادات الجيش عبرت في أكثر من مناسبة عن قلقها إزاء نمو قوات حميدتي ورفضت دمجها في صفوفها.

وفي أبريل/ نيسان 2019، شاركت قوات الدعم السريع في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالبشير، ووقع حميدتي اتفاقا لتقاسم السلطة أصبح بموجبه نائبًا لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم الذي يرأسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2021، شاركت قوات الدعم السريع في انقلاب عسكري عطل إجراء الانتخابات التي كانت مقررة وفق اتفاق، وقع عام 2019. وسمى ب”الاتفاق الإطاري”.

ما هي الدول التي تدعم حميدتي؟

مع بداية الحرب في اليمن في مارس/آذار 2015، شاركت قوات من الدعم السريع مع الجيش السوداني في الحرب، وهو ما ساهم في تعزيز العلاقات بين حميدتي وعدد من الأطراف الإقليمية، سواء من الدول العربية أو الإفريقية التي تجاور السودان وتشترك معه في حدوده الجغرافية.

من قائد الدعم السريع الذي سقط في التمرد العسكري؟

في 14 يونيو/حزيران 2024، أعلن الجيش السوداني أنه قتل علي يعقوب جبريل، قائد قطاع وسط دارفور بقوات الدعم السريع، خلال معركة في الفاشر، وقد لعب جبريل دوراً حاسماً في عمليات الدعم السريع بدارفور، حيث تمكنت قواته من السيطرة على كامل ولاية وسط دارفور وإبعاد الجيش عن قيادة الفرقة 21 مشاة.

وكان جبريل خاضعاً لعقوبات أمريكية، وجمدت وزارة الخزانة أي أصول توجد له في الولايات المتحدة وجرّمَت المعاملات معه.

ما هي العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الدعم السريع؟

في السادس من سبتمبر/ أيلول 2023، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا رسميًا، اتهمت فيه قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع وانتهاكات إنسانية، من بينها أعمال القتل بدوافع عرقية والانتهاكات التي تستهدف النشطاء والمدافعين في مجال حقوق الإنسان، والعنف الجنسي المرتبط بالنزاع، وأعمال نهب المجتمعات المحلية وحرقها.

وفرضت وزارة الخارجية قيودا على منح التأشيرة للواء في قوات الدعم السريع وقائد قطاع غرب دارفور عبد الرحمن جمعة، وذلك لتورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وتقوم وزارة الخزانة بشكل متزامن بفرض عقوبات على القائد بقوات الدعم السريع عبد الرحيم حمدان دقلو.

وبموجب هذه العقوبات يكون عبد الرحمن جمعة وأفراد أسرته المباشرين غير مؤهلين لدخول الولايات المتحدة بموجب المادة 7031 (ج) من قانون اعتمادات وزارة الخارجية والعمليات الخارجية والبرامج ذات الصلة للعام 2023، وإدراج عبد الرحيم حمدان دقلو على لائحة العقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098.

وفي 15 مايو/ آيار 2024، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائدين في قوات الدعم السريع، هما علي يعقوب جبريل وعثمان محمد حميد محمد، وذلك لدورهما في قيادة عمليات قوات الدعم السريع في دارفور، والانتهاكات التي قامت بها قوات الدعم السريع لتطويق الفاشر في شمال دارفور ومحاصرتها قد عرضت حياة مئات الآلاف من المدنيين للخطر.

ما هي العقوبات الأوروبية ضد الدعم السريع؟

في 25 يونيو/ حزيران 2024، فرض الاتحاد الأوروبي، عقوبات على عدد من الشخصيات في السودان، متهما إياهم بالمسؤولية عن أنشطة تقوّض استقرار البلاد وانتقالها السياسي.

وشملت العقوبات عبد الرحمن جمعة، الذي يقود “قوات الدعم السريع” غرب دارفور، لاتهامه بارتكاب “فظائع وانتهاكات أخرى، وتحريضه على القتل بدوافع عرقية، وشن هجمات مستهدفة على نشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان، والعنف الجنسي المرتبط بالنزاع، ونهب وحرق القرى والمجتمعات المحلية”.

كما شملت العقوبات المستشار المالي لـ”قوات الدعم السريع”، وزعيم قبيلة من عشيرة المحاميد.

ووفقاً لهذه العقوبات، يخضع الأفراد المستهدفون لتجميد الأصول وحظر تقديم الأموال أو الموارد الاقتصادية لهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، وحظر السفر في الاتحاد الأوروبي.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان